وننزّل من القرآن ما هو شفاء للقلوب من الجهل والكفر والشك، وما هو شفاء للأبدان إذا رقيت به، وما هو رحمة للمؤمنين العاملين به، ولا يزيد هذا القرآن الكفار إلا هلاكًا، لأن سماعه يغيظهم، ويزيدهم تكذيبًا وإعراضًا عنه.
القرآن والروح!
سورة الإسراء
سورة الإسراء
وننزّل من القرآن ما هو شفاء للقلوب من الجهل والكفر والشك، وما هو شفاء للأبدان إذا رقيت به، وما هو رحمة للمؤمنين العاملين به، ولا يزيد هذا القرآن الكفار إلا هلاكًا، لأن سماعه يغيظهم، ويزيدهم تكذيبًا وإعراضًا عنه.
وإذا أنعمنا على الإنسان بنعمة مثل الصحة والغنى أعرض عن شكر الله وطاعته، وتباعد تكبرًا، وإذا أصابه مرض أو فقر ونحوهما كان شديد القنوط واليأس من رحمة الله.
قل - أيها الرسول -: كل إنسان يعمل على طريقته التي تشابه حاله في الهداية والضلال، فربكم أعلم بمن هو أهدى طريقًا إلى الحق.
ويسألك - أيها الرسول - الكفار من أهل الكتاب عن حقيقة الروح، فقل لهم: لا يعلم حقيقة الروح إلا الله، وما أُعْطِيتم أنتم وجميع الخلق من العلم إلا قليلًا في جنب علم الله سبحانه.
والله لو شئنا الذهاب بالذي أنزلنا إليك - أيها الرسول - من الوحي بمحوه من الصدور والكتب لذهبنا به، ثم لا تجد من ينصرك ويتولّى ردّه.
لكن لم نذهب به رحمة من ربك، وتركناه محفوظًا، إنّ فضل ربك كان عليك عظيمًا حيث جعلك رسولًا، وختم بك الأنبياء، وأنزل عليك القرآن.
ولما كان المشركون يَتَذَرَّعون بأن هذا القرآن من جنس ما يقوله البشر، واقترحوا تبديله تحدّاهم الله بالإتيان بمثله، فقال: قل - أيها الرسول -: لئن اجتمع الإنس والجن كلهم على أن يأتوا بمثل هذا القرآن المنزل عليك في بلاغته، وحسن نظمه، وجزالته، لن يأتوا به أبدًا ولو كان بعضهم لبعض معينًا ونصيرًا.
ولقد بيَّنّا للناس في هذا القرآن، ونوّعنا فيه من كل ما يُعْتَبر به من المواعظ والعبر والأوامر والنواهي والقصص رجاء أن يؤمنوا، فأبى معظم الناس إلا جحودًا وإنكارًا لهذا القرآن.