تفاصيل الحياة بعد الموت

سورة الدخان

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {٣٨}

وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين بخلقها.

مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {٣٩}

ما خلقنا السماوات والأرض إلا لحكمة بالغة، ولكن معظم المشركين لا يعلمون ذلك.

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ {٤٠}

إن يوم القيامة الذي يفصل الله به بين العباد ميعاد للخلائق جميعًا يجمعهم الله فيه.

يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ {٤١}

يوم لا ينفع قريب قريبه، ولا صديق صديقه، ولا هم يمنعون من عذاب الله، لأن الملك يومئذ لله، لا أحد يستطيع ادعاءه.

إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {٤٢}

إلا من رحمه الله من الناس، فإنه ينتفع بما قدم من عمل صالح، إن الله هو العزيز الذي لا يغلبه أحد، الرحيم بمن تاب من عباده.

إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ {٤٣}

ولما ذكر الله القيامة ذكر افتراق الناس فيها حسب الجزاء، فقال: إن شجرة الزقوم التي أنبتها الله في أصل الجحيم.

طَعَامُ الْأَثِيمِ {٤٤}

طعام ذِي الإثم العظيم وهو الكافر يأكل من ثمرها الخبيث.

كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ {٤٥}

هذا الثمر مثل الزيت الأسود، يغلي في بطونهم من شدة حرارته.

كَغَلْيِ الْحَمِيمِ {٤٦}

كغلي الماء المتناهي في الحرارة.

خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ {٤٧}

ويقال لزبانية النار: خذوه فجرّوه بعنف وغلظة إلى وسط الجحيم.

ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ {٤٨}

ثم صبوا فوق رأس هذا المُعَذَّب الماء الحار فلا يفارقه العذاب.

ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ {٤٩}

ويقال له تهكُّمًا: ذق هذا العذاب الأليم، إنك أنت العزيز الذي لا يُضام جنابك الكريم في قومك.

إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ {٥٠}

إن هذا العذاب هو الذي كنتم تشكّون في وقوعه يوم القيامة، فقد زال عنكم الشك بمعاينته.

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ {٥١}

إن المتقين لربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه في موضع إقامة آمنون من كل مكروه يصيبهم.

فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {٥٢}

في بساتين وعيون جارية.

يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ {٥٣}

يلبسون في الجنة رقيق الديباج وغليظه، يقابل بعضهم بعضًا، ولا ينظر أحدهم قفا الآخر.

كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ {٥٤}

كما أكرمناهم بذلك المذكور زوجناهم في الجنة بالحسان من النساء واسعات الأعين مع شدّة بياض بياضها وشدّة سواد سوادها.

يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ {٥٥}

يدعون خدمهم فيها ليأتوهم بكل فاكهة أرادوها آمنين من انقطاعها، ومن مضارّها.

لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {٥٦}

خالدين فيها، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى في الحياة الدنيا، ووقاهم ربهم عذاب النار.

فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {٥٧}

تفضلًا وإحسانًا من ربك بهم، ذلك المذكور - من إدخالهم الجنة، ووقايتهم من النار - هو الفوز العظيم الذي لا يدانيه فوز.

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {٥٨}

فإنما يسّرنا هذا القرآن وسهَّلناه بإنزاله بلسانك العربي - أيها الرسول - لعلَّهم يتعظون.

فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ {٥٩}

فانتظر نصرك وهلاكهم، إنهم منتظرون هلاكك.